اخر الأخبار

علامت الساعة الكبرى | علامات يوم القيامة (المسيح الدجال)


علامات الساعة الكبرى | المسيح الدجال.

١_المسيح الدجال.

ولفظه (الدجال): أصبحت علماً على المسيح الأعور الكذَّاب، فإذا قيل: الدجال؛ فلا يتبادر إلى الذهن غيره.
وسُمى الدجال دجلاً: لأنه يغطى الحق بالباطل، أو لأنه يغطى على الناس كفره بكذبه وتمويهه وتلبيسه عليهم، وقيل: لأنه يغطى الأمر بكثرة جموعه. والله _تعالى_ أعلم.

٢_صفة الدجال.

وردت أحاديث كثيرة في وصف المسيح الدجال.
فعن ابن عمر _رضى الله عنهما_ أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ ذكر الدجال بين ظهرانى الناس، فقال: (إن الله _سبحانه وتعالى_ ليس بأعور، ألا وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى؛ كأنه عينه عنبة طافية).
وفى حديث عُبادة بن الصامت _رضى الله عنه_: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: (إن المسيح الدجال رجل، قصير، أفحج جعد، أعور، مطموس العين، ليس بناتئة ولا جحراء، فإن التبس عليكم؛  فاعلموا أن ربكم _عز وجل_ ليس بأعور).
وفى حديث أنس بن مالك _رضى الله عنه_ قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: (وإن بين عينيه مكتوبٌ كافر).
وفى رواية: (ثم تهجَّاها (ك ف ر)؛ يقرؤه كل مسلم).
وفى رواية: عن حذيفة: (يقؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب).
(فهذا يراه المؤمن بعين بصره، وإن كان لا يعرف الكتابة، ولا يراه الكافر، ولو كان يعرف الكتابة؛ كما يرى المؤمن الأدلة بعين بصيرته، ولا يراها الكافر، فيخلق الله للمؤمن الإدراك دون تعلُّم؛ لأن ذلك الزمن تنخرق فيه العادات).
ومن صفاته أيضاً ما جاء فى حديث فاطمة بنت قيس _رضى الله عنها_ فى قصة الجساسة، وفيه قال تميم _رضى الله عنه_: (فانطلقنا سراعاً حتى دخلنا الدير، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط، وأشده وثاقاً).

٣_ابن صياد والمسيح الدجال.

ويتبادر إلى ذهن الكثير من الناس: هل ابن صياد هو المسيح الدجال أم لا؟
وإليك أخى الكريم/أختى الفاضلة نبذة عن ابن صياد لمعرفة من هو.
ابن صياد: اسمه صافى _وقيل: عبد الله_ بن صياد أو صائد.
كان من يهود المدينة، وقيل: من الأنصار، وكان صغيراً عند قدوم النبى _صلى الله عليه وسلم_ إلى المدينة.
وترجم له الذهبى فى كتابه (تجريد أسماء الصحابة)، فقال: (عبد الله ابن صيَّاد، أورده ابن شاهين، وقال: هو ابن صائد، كان أبوه يهودياً، فولد عبد الله أعور مختوناً، وهو الذى قيل: إنه الدجال، ثم أسلم، فهو تابعى، له رؤية).
قال الحافظ ابن حجر: (وفى الجملة لا معنى لذكر ابن صياد فى الصحابة؛ لأنه إن كان المسيح الدجال؛ فليس بصحابى قطعاً؛ لأنه يموت كافراً، وإن كان غيره؛ فهو حال لُقيِّهُ النبى صلوات ربى وسلامه عليه لم يكن مسلماً).

٤_أحوال ابن صياد.

كان ابن صياد دجالاً وكان يتكهن أحياناً فيصدق ويكذب فانتشر خبره بين الناس، وشاع أنه الدجال، كما سيأتى فى امتحان النبى _صلى الله عليه وسلم_ له.

٥_النبى يبحث عن حقيقة ابن صياد.

لما شاع بين الناس أمر ابن صياد، وأنه هو الدجال، أراد النبى _صلى الله عليه وسلم_ أن يطَّلع على أمره، ويتبين حاله، فكان يذهب إليه مختفياً حتى لا يشعر به ابن صياد؛ رجاء أن يسمع منه شيئاً، وكان يوجه إليه بعض الأسئلة التى تكشف عن حقيقته.

٦_حقيقة ابن صياد.

لقد علمنا أن النبى _صلى الله عليه وسلم_ كان يبحث عن حقيقة ابن صياد، ولذلك كان صلوات ربى وسلامه عليه متوقفاً فى أمره؛ لأن الله سبحانه وتعالى لم يوحِ إليه شيئاً فى شأنه.
وكان عمر _رضى الله عنه_ يحلف عند النبى _صلى الله عليه وسلم_ أن ابن صياد هو المسيح الدجال، ولم ينكر عليه ذلك صلوات ربى وسلامه عليه. 
وكان بعض الصحابة _رضى الله عنهم_ يرى رأى عمر، ويحلف أن ابن صياد هو المسيح الدجال؛ كما ثبت ذلك عن جابر، وابن عمر، وأبى ذر.
وكان ابن صياد يسمع ما يقوله الناس فيه، فيتأذى من ذلك كثيراً، ويدافع عن نفسه بأنه ليس الدجال، ويحتج على ذلك بأن ما أخبر به النبى صلوات ربى وسلامه عليه من صفات الدجال لا تنطبق عليه.
ولقد اختلف العلماء اختلافاً كبيراً فى شأن ابن صياد؛ فذهب الإمام الشوكانى وابن حجر والقرطبى والنووى أن ابن صياد هو الدجال، وذهب الإمام ابن تيمية وابن كثير والبيهقى إلى أن ابن صياد ليس هو الدجال.
 ولذا قال الإمام ابن تيمية: (إن أمر ابن صياد قد أشكل على بعض الصحابة، فظنوا أنه الدجال، وتوقف فيه النبى _صلى الله عليه وسلم_ حتى تبيَّن له فيما بعد أنه ليس الدجال، وإنما هو من جنس الكهان أصحاب الأحوال الشيطانية، ولذلك كان يذهب ليختبره).
وقال ابن كثير: (والمقصود أن ابن صياد ليس هو المسيح الدجال الذى يخرج فى آخر الزمان قطعاً؛ لحديث فاطمة بنت قيس الفهرية، وهو فيصل فى هذا الأمر).

٧_من أين يخرج المسيح الدجال؟

يخرج الدجال من جهة المشرق؛ من خُراسان، من يهودية أصبهان، ثم يسير فى الأرض، فلا يترك بلداً إلا دخله؛ إلا مكة المكرمة والمدينة المنورة، فلا يستطيع دخولهما؛ لأن الملائكة تحرسهما.
وعن أبى بكر الصديق _رضى الله عنه_ قال: حدثنا رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ قال: (الدجال يخرج من أرضٍ بالمشرق؛ يُقال لها: خُراسان).
وعن أنس بن مالك _رضى الله عنه_ قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: (يخرج المسيح الدجال من يهودية أصبهان، معه سبعون ألفًا من اليهود).

٨_ملائكة الرحمة تحرس مكة والمدينة من الدجال.

ففى حديث فاطمة بنت قيس _رضى الله عنها_ أن الدجال قال: (أخرج، فأسير فى الأرض، فلا أدع قرية إلا هبطتها فى أربعين ليلة؛ غير مكة وطيبة (المدينة المنورة) فهما محرمتان علىَّ كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحدة _أو واحداً_ منهما؛ استقبلنى مَلَك بيده السيف صلتاً يصدنى عنها، وإن على كل نقبِ منها ملائكة يحرسونها).
وثبت أيضاً أن الدجال لا يدخل أربعة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد المدينة، ومسجد الطور، والمسجد الأقصى. 
وقال صلوات ربى وسلامه عليه عن الدجال: (وإنه يمكث فى الأرض أربعين صباحاً، يبلغ فيها كل مَنهل، ولا يقرب أربعة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد المدينة، ومسجد الطور، والمسجد الأقصى).
وأكثر أتباع الدجال من اليهود والعجم والتُركِ والنساء والأعراب وأهل الجهل وأخلاط البشر.

٩_فتنة الدجال أعظم الفتن.

فتنة الدجال أعظم الفتن منذ خلق الله آدم إلى قيام الساعة، وذلك بسبب ما يخلق الله معه من الخوارق العظيمة التى تبهر العقول، وتُحيِّرُ الألباب.
فقد ورد أن معه جنة وناراً، فجنته نار، وناره جنة، وأن معه أنهار الماء، وجبال الخبز، ويأمر السماء أن تمطر فتمطر، والأرض أن تنبت فتنبت، وتتبعه كنوز الأرض، ويقطع الأرض بسرعة كبيرة؛ كسرعة الغيث استدبرت الريح ... إلى غير ذلك من الخوارق.
قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم _: (وإن من فتنه _أى: الدجال_ أن يقول للأعرابى: أرأيت إن بعثتُ لك أباك وأمك؛ أتشهد أنى ربك؟  فيقول: نعم. فيتمثلُ شيطانان فى صورة أبيه وأمه، فيقولان: يا بنى اتبعه فإنه ربك).
وقال صلوات ربى وسلامه عليه: (الدجال أعور العين اليسرى، جفال الشعر، معه جنة ونار، فناره جنة ، وجنته نار).
وجاء فى حديث النواس بن سمعان _رضى الله عنه_ فى ذكر الدجال أن الصحابة قالو: يا رسول الله وما لبثه فى الأرض؟ قال _صلى الله عليه وسلم_: (أربعون يوماً: يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم).    قالوا: وما إسراعه فى الأرض؟ قال صلوات ربى وسلامه عليه: (كالغيث إذا استدبرته الريح، فيأتى على القوم، فيدعوهم، فيؤمنون به، ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم "ماشيتهم" أطول ما كانت ذُرّاً، وأسبغه ضروعاً، وأمده خواصر، ثم يأتى القوم، فيدعوهم، فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم، فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيئٌ من أموالهم، ويمرُّ بالخربة، فيقول لها: أخرجى كنوزك، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل "ذكور النحل" ثم يدعوا رجلاً ممتلئاً شباباً، فيضربه بالسيف، فيقطعه جزلتين رمية الغرض، ثم يدعوه، فيقبل ويتهلل وجهه يضحك).

وجاء فى رواية البخارى عن أبى سعيد الخدرى _رضى الله عنه_ أن هذا الرجل الذى يقتله الدجال من خيار الناس، أو خير الناس؛ يخرج إلى الدجال من مدينة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، فيقول للدجال: (أشهد أنك الدجال الذى حدثنا رسول الله صلوات ربى وسلامه عليه حديثه. فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته؛ هل تشكون فى أمرى؟ فيقولون: لا.  فيقتله، ثم يحييه، فيقول "الرجل الذى قتله الدجال": والله ما كنت فيك أشد بصيرة منى اليوم، فيريد الدجال أن يقتله، فلا يُسلط عليه).
قال ابن العربى: (الذى يظهر على يدى الدجال من آيات؛ كل ذلك محنة من الله، واختبار؛ ليهلك المرتاب، وينجو المتيقن، وذلك كله أمر مخوف، ولهذا قال صلوات ربى وسلامه عليه: (لا فتنة أعظم من فتنة الدجال).

١٠_كيف نقى أنفسنا من فتنة الدجال. 

إنه ما من نبى إلا وقد أنذر أمته من فتنة الدجال.
وها هو الحبيب المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه يحذِّرُ أمته من تلك الفتنة الشديدة، وذلك لأن الدجال خارج فى تلك الأمة لا محالة؛ لأنها آخر الأمم، ورسولنا _صلى الله عليه وسلم_ هو خاتم الأنبياء والرُسل.
وإليكم جميعاً الوسائل التى تجعلنا ننجو جميعاً بإذن الله من فتنة الدجال: 

أولاً: الإعتصام بالله _سبحانه وتعالى_ والتمسك بالإيمان والتعرف على أسماء الله وصفاته الحسنى، فنعلم أن الله _سبحانه وتعالى_ 《ليس كمثله شيء》، أما الدجال فهو أعور والله ليس بأعور، وأننا لن نرى ربُنا حتى نموت، أما الدجال فيراه الناس عند خروجه المؤمن منهم والكافرُ.


ثانيا: التعوذ من فتنة المسيح الدجال، وخاصة فى الصلاة بعد التشهد وقبل التسليم.

فعن عائشة زوج النبى _صلى الله عليه وسلم_: (أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ كان يدعو فى الصلاة: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال...).

ثالثاً: حفظ آيات من سورة الكهف، فقد أمر النبى _صلى الله عليه وسلم_ بقراءة فواتح سورة الكهف على الدجال، وفى بعض الروايات خواتيمها، وذلك بقرآءة عشر آيات من أولها أو آخرها.

قال صلوات ربى وسلامه عليه: (من أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف).
وقال _صلى الله عليه وسلم_ من حَفِظَ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصِمَ من الدجال)، أى من فتنته.

رابعاً: الفرار من الدجال، والإبتعاد عنه، والأفضل سكن مكة والمدينة، فقد سبق أن الدجال لا يدخل الحرمين، فينبغى للمسلم إذا خرج الدجال أن يبتعد عنه، وذلك لما معه من الشبهات والخوارق العظيمة التى يجريها الله على يديه فتنة للناس؛ فإنه يأتيه الرجل وهو يظن فى نفسه الإيمان والثبات، فيتبع الدجال.

قال صلوات ربى وسلامه عليه: (من سمع بالدجال؛ فلينأ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن، فيتبعه مما يبعث به من الشبهات).

١١_لماذا لم يذكر إسم الدجال فى القرآن الكريم؟

تساءل كثير من العلماء، بل ومن العامة عن الحكمة فى عدم التصريح بذكر الدجال فى القرآن الكريم مع أنه أعظم فتنة فى الحياة كلها.
وجاءت الإجابة من بعض أهل العلم فقالوا:

*أنه مذكور ضمت الآيات التى ذُكرت فى قوله تعالى: 
《يَوْمَ يَأْتِى بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِى إِيمَانِهَا خَيْراً》[الأنعام: ١٥٨] .
والآيات هى: الدجال وطلوع الشمس من مغربها والدابة.
قال صلوات ربى وسلامه عليه: (ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانُها لم تكن آمنت من قبلُ أو كسبت فى إيمانها خيراً: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض).

*أن القرآن ذكر نزول عيسى _عليه السلام_، وعيسى هو الذى يقتل الدجال، فاكتفى بذكر مسيح الهدى عن ذكر مسيح الضلالة، وعادة العرب أنها تكتفى بذكر أحد الضدين دون الآخر.

*أنه مذكور فى قوله _تعالى_: 《لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ》[غافر: ٥٧]،  وإن المقصود بالناس هنا هو الدجال، بإطلاق الكل على البعض.

*أن القرآن لم يذكر الدجال احتقاراً له؛ لأنه سيدعى الربوبية.

١٢_هلاك الدجال. 

يكون هلاك الدجال على يدى المسيح عيسى بن مريم _عليه السلام_؛ كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة، وذلك أن الدجال يظهر على الأرض كلها إلا مكة والمدينة، ويكثر أتباعه، وتعم فتنته، ولا ينجو منها إلا قلة من المؤمنين، وعند ذلك ينزل عيسى بن مريم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام على المنارة الشرقية بدمشق، ويلتف حوله عباد الله المؤمنون، فيسير بهم قاصداً المسيح الدجال، ويكون الدجال عند نزول عيسى _عليه السلام_ متوجهاً نحو بيت المقدس، فيلحق به عيسى عند باب "لُد"، فإذا رآه الدجال؛ ذاب كما يذوب الملح، فيقول له عيسى _عليه السلام_: (إن لى فيك ضربة لن تفوتنى)، فيتداركه عيسى، فيقتله بحربته، وينهزم أتباعه، فيتبعهم المؤمنون،فيقتلونهم، حتى يقول الشجر والحجر: يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودى خلفى، تعال فاقتله؛ إلا الغرقد ؛ فإنه من شجر اليهود.
وعند ذلك تنتهى أعظم فتنة وُجدت على وجه الأرض منذ خلق آدم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وإلى أن يرث الله الارض ومن عليها.

هذا هو كل شئ لليوم زوار ومتابعى مدونة الدين والحياة الافاضل هذا وبإختصار علامة من علامات الساعة الكبرى انتظرونا لعلامات أخرى، وفى الختام أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله. 

ليست هناك تعليقات