اخر الأخبار

غزوة بدر | غزوات الرسول (صلى الله عليه وسلم)


غزوات الرسول | غزوة بدر الكبرى.

غزوة بدر.

وتسمى أيضاً بغزوة الفرقان، وأيضاً غزوة بدر الكبرى، هاجر رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ إلى المدينة المنورة (يثرب آن ذاك)، وبدأ صلى الله عليه وسلم بإنشاء دولته، فحرص على أن يحقيق ما يضمن استقرار الدولة نوعاً ما من معاهدات قام صلوات ربى وسلامه عليه بإبرامها مع البعض من القبائل المحيطة بالمدينة المنورة، إلّا أنّ ذلك الامر لم يضمن تحقيق الاستقرار بما يكفي للمسلمين، سواء اكانو داخل المدينة، أو خارجها فاليهود وبعض من المشركين يعيشون بين المسلمين، وعلاقة قبيلة قريش بالقبائل المجاورة هى علاقة قوية، كما أنّ القتال كان ممنوعاً آن ذاك على المسلمين، ومنهاجهم هو الإعراض عن المشركين، فنزل قول الله _عز وجل_: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّـهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)   صدق الله العظيم، 
ثمّ تغير وضع المسلمين من الكف والإعراض عن المشركين إلى أن يتم السماح لهم بقتال المشركين، فبدأ رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ بأن يعد أصحابه تربوياً، ونفسياً بأنّ قتالهم لا يكون إلّا في سبيل الله _سبحانه وتعالى_، لتظلّ روح الجهاد عالية، ورأى صلوات ربى وسلامه عليه أن مهاجمة قوافل قبيلة قريش التى تتجه إلى بلاد الشام هو الحل الأنسب للقوة الإسلامية من حيث عدد الجنود وعُدة الحرب، وضمان رجوعهم سريعاً إلى المدينة المنورة، نظراً لأن تلك القوافل تمر بالقرب من المدينة.

أحداث غزوة بدر.

١_تنظيم جيش المسلمين. 

سمع رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ بإقتراب قافلة لقريش عائدة من بلاد الشام وعلى رأسها أبو سفيان، فقرر رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ مهاجمة تلك القافلة، لأن هذه القافلة كانت محملة بأموال لقبيلة قريش، وخرج صلوات ربى وسلامه عليه مع ثلاثمئة وبضعة عشر رجلاً، وكان معهم من بعيرٍ وخيلٍ سبعون بعيراً، وفرساً، فالأول للزبير بن العوام، والثاني للمقداد بن الأسود، آخذين بالاعتبار أن ذلك سوف يكون ضربة قوية لإقتصاد قبيلة قريش، حيث أنه لم يكن يقوم بحماية القافلة غير أربعون رجلاً من رجال قريش، أو نحو ذلك، ولكون أن رسول الله _صلّى الله عليه وسلّم_ هو القائد الأعلى للجيش الإسلامي، اهتم بأن يستعدوا لمواجهة قافلة قريش، وذلك بأن يقوم بتنظيم الجيش الإسلامى، وإرسال عيونه، لاستطلاع أخبار القافلة، ثم القيام بتوزيع المهام على أصحابه على النحو التالى: 
*قام بإستخلاف ابن أم مكتوم على المدينة المنورة، وعلى الصلاة فى البداية، ثم قام بإعادة أبا لبابة بن المنذر إلى المدينة المنورة، وقام بإستخلافه عليها عندما وصل إلى الروحاء. 
*قام بتعيين مصعب بن عمير قائداً للواء جيش المسلمين، وكانت راية هذا اللواء بيضاء اللون. 
*فقام بتقسيم جيشه إلى كتيبتين (قسمين): الكتيبة الاولى هى المهاجرين، والثانية الأنصار، وقام بتكليف علي بن أبي طالب بحمل علم كتيبة المهاجرين، وسعد بن معاذ بحمل علم كتيبة الأنصار.
*وقام بتعيين الزبير بن العوام قائداً ليمين الجيش، والمقداد قائداً ليساره. 

٢_تحرك جيش المسلمين.  

بدأ رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ بالتحرك مع جيشه على الطريق الرئيسي الذى يؤدي إلى مكة المكرمة موطن قبيلة قريش، ثم قام بالإنحراف إلى اليمين بإتجاه منطقة النازية، متجهاً نحو مياه بدر، وقبل أن يصل إليها، في منطقة الصفراء بعث الرسول _صلى الله عليه وسلم_ بسبس بن عمرو الجهني، وعدي بن أبي الزغباء الجهني إلى بدر لكى يتحسسان أخبار قافلة قريش، ووصلت الأخبار إلى أبي سفيان بأن رسول الله صلوات ربى وسلامه عليه خرج مع أصحابه، ليقوم بالإيقاع بتلك القافلة، فبعث ضمضم بن عمرو إلى مكة يطلب المدد والعون، لحماية تلك القافلة، إلا أن أبا سفيان لم ينتظر وصول المدد من قريش لحماية القافلة، بل قام ببذل أقصى ما لديه من دهاء، للهروب من جيش الرسول _عليه الصلاة والسلام_، فعندما اقتربت قافلته من بدر سبقها، وإلتقي مجدي بن عمر وعلم منه بمرور راكبين بالقرب من بدر، فاسرع أبو سفيان بأخذ بعض فضلات بعيريهما، ووجد في تلك الفضلات نوى التمر، فعلم أن جيش المسلمين قريب من بدر، لأنه علف أهل المدينة، مما جعله بأن يسرع إلى القافلة ليغير اتجاهها ليترك بدر على يساره، فنجت القافلة. 

٣_استعداد جيش مشركي قريش للغزوة. 

سمع أهل مكة بما جاء به مبعوث أبي سفيان ضمضم، وسرعان ما تجهز أهل مكة لملاقاة جيش النبى، وخرجوا إليه في ما يقارب ألف مقاتل، منهم ست مائة يرتدون الدروع، وأما البعير والخيل فكان معهم منها ما يقارب السبعمائة بعير، ومائة فرسٍ، بالإضافة إلى القِيان معهم يغنين بذم المسلمين، وعلى الرغم من أن أبو سفيان أرسل إلي أهل مكة خبر نجاة القافلة، وأخبرهم بأن يرجوع، إلا أن أبو جهل رفض أن يقومو بالرجوع، وأصر على التقدم بالجيش حتى يصلوا إلى بدر، فيمكثون هناك ثلاثة من الأيام يأكلون، ويشربون، ويغنون، حتى تسمع بهم قبائل العرب جميعاً، هادفين إلى فرض سيطرتهم وهيبتهم، ولتدعيم وترسيخ مكانتها.

٤_تطور الأحداث المفاجئ.

 علم رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ بخبر أن القافلة قامت بتغيير مسارها، وأن جيش المشركين قام بالخروج ومواصلة المسير بالرغم من نجاة قافلتهم من جيش المسلمين، ورأى رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أن الرجوع يدعم مكانة قريش العسكرية في المنطقة، ويضعف من كلمة المسلمين، ولا يوجد ما يمنع المشركين من مواصلة المسير إلى المدينة والقيام بغزو المسلمين فيها، فسارع صلوات ربى وسلامه عليه إلى عقد مجلس عسكري طارئ مع أصحابه، وقام بتبيين خطورة الموقف لهم، إذ إنهم مقدمون على أمر لم يستعدوا له بالكامل، حيث أنهم قد خرجوا لأمر بسيط وهو الإيقاع بالقافلة، ولكنهم قد وُضِعوا في موقف صعب جداً، فلم يكن من المسلمين إلا أن قامو بالوقوف وقفة رجل واحد إلى جانب رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، فقال لهم مبشراً إيهم: (سيروا على بركة الله وأبشروا، فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني الآن أنظر إلى مصارعِ القوم).

٥_خطة جيش المسلمين للغزوة. 

أراد رسول الله _صلى الله عليه وسلم_  أن يصل أولاً إلى مياه بدر، ليقوم بمنعِ جيش المشركين من الاستيلاء علي المياه، وبعد أن قام بالإقتراب من أدنى مياه فى بدر، نزل بها، وقد علم الحباب بن المنذر من رسول الله أن المنزل الذي نزله جيش المسلمين من باب الحرب، وليس أمراً من الله_تعالى_ لا يمكن تجاوزه، فأشار عليه بخطة  مَفادها أن ينزل الجيش بأدنى ماء من جيش قريش، ويبنى عليه حوض يملأ بالماء ليشرب جيش المسلمون منه دون أن يشرب جيش المشركين، فأخذ رسول الله صلوات ربى وسلامه عليه بمشورته، ونزل جيش المسلمين المنزل الذي قام بالإشاره إليه الحباب بن المنذر، وتحسبا للطوارئ قام سعد بن معاذ باقتراح بناء مقر للقيادة، بهدف أن يقوموا بالحفاظ على حياة الرسول _صلى الله عليه وسلم_ برجوعه إلى أصحابه في المدينة المنورة فيما لو إنهزم جيش المسلمون، ونال اقتراحه تأييد وثناء رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، فتم بناء المقر على تل مرتفع يطل على أرض المعركة، وتكفل سعد بن معاذ مع بعض الشباب من الأنصار بحمايته.

٦_هطول المطر.

قضى المسلمون ليلتهم وقد امتلأت قلوبهم بالثقة والثبات، مستبشرين بعطاء الله_تعالى_، وكان رسول الله_صلى الله عليه وسلم_ يتفقدُ أصحابه، وينظم صفوفهم، ويذكرهم بالله، واليوم الآخر، ومُتضرِّعاً لله _عز وجل_ يدعوه بقوله: (اللهم أين ما وعدتني؟ اللهم أنجز ما وعدتني، اللهم إنْ تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تعبد في الأرض أبدا)، فأنزل الله فى تلك الليلة مطراً خفيفاً ليثبت به قلوبهم، ويطهرها من وساوس الشيطان اللاعين، ويثبت بها أقدامهم، حيث إن الرمل تماسك، بماء المطر، فسهل عليه المسير، فقد قال الله _جل جلاله_: (إِذ يُغَشّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيكُم مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذهِبَ عَنكُم رِجزَ الشَّيطانِ وَلِيَربِطَ عَلى قُلوبِكُم وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقدامَ).

٧_التقاء الجمعان. 

كان اليوم السابع عشر من رمضان من السنة الثانية من الهجرة هو اليوم الذي التقى فيه الجيشان جيش المسلمين والمشركين، وبدأ المشركون الهجوم عن طريق الأسود بن عبدالأسد الذي قد حلف بأن يشرب من حوض المسلمين، فإن لم يتمكن من الشرب قام بهدمه، فقام بالتصدى له حمزة بن عبدالمطلب حتى قام بقتله، واشتعل لهيب المعركة، فخرج ثلاثة من أفضل الفرسان لقريش، وهم: عتبة وأخوه شيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة يطلبون المبارزة، فهم إليهم ثلاثة من الأنصار لمبارزتهم، إلا أن فرسان قريش طلبوا من رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ فرساناً من بني عمهم ليقوموا بمبارزتهم، فأخرج لهم رسول الله صلوات ربى وسلامه عليه عبيدة بن الحارث، وحمزة بن عبدالمطلب، وعلي بن أبي طالب، وقد قيل أن رسول الله هو من قام بإرجاع الأنصار، حتى تكون عشيرته أول من يواجه عدو الله، فبدأ النزال بينهم، وسرعان ما انهزم فرسان جيش قريش.

٨_ذروة قتال الجيشين.

بلغ الغضب أَوجه لدى المشركين لهذه البداية السيئة؛ إذ قاموا بفقد ثلاثة من أفضل الفرسان لديهم، فقاموا بالهجوم هجمة رجل واحد على جيش المسلمين، بإتباع أسلوب الكر والفر في قتالهم ضد المسلمين، وهو أسلوب يتمثل فى هجوم جميع المقاتلين مشاة، وفرسان، ونشّابة بالسيوف، والرماح على العدو، فإن قام العدو بالصمود فروا، لِيعيدون تنظيمهم، ثم يعودوا مرة أخرى إلى القتال، وهكذا حتى يظفروا بالنصر، أو تتم إلحاق الهزيمة بهم، أما جيش المسلمون، فقد قاموا بالقتال بأسلوب مختلف؛ حيث اهتم النبى _عليه الصلاة والسلام_ بترتيب المقاتلين فى صفوف، فجعل الصفوف الأمامية تقاتل العدو بالرماح؛ لمواجهة فرسان العدو، أما البقية من الصفوف فقد كانت ترمي العدو بالنبال، مع إلتزام الصفوف جميعاً في مواقعها حتى يفقد جيش المشركين الزخم في عددهم، فتقوم الصفوف كلها بالتقدم لمهاجمة العدو، وبذلك يكون رسول الله_صلى الله عليه وسلم_ قد قام بإتباع أسلوب جديد في القتال يصلُح للدفاع والهجوم في نفس الوقت، ذلك الأمر الذي مكنه من إدارة قوة الجيش، وتأمين بعض القوة الاحتياطية لحالات الطوارئ، على خلاف أسلوب الكر والفر.

٩_نزول ملائكة الرحمن.

تابع جيش المسلمون قتالهم بحماسٍ وشجاعةٍ، واستمر رسول الله صلوات ربى وسلامه عليه حثهم وتشجيعهم على قتال عدو الله فالموقف صعب، ولا بد من أن يستمروا برفعِ المعنوياتِ، فكان يقوم بتحفيزهم بقوله: (قُومُوا إلى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأرْضُ)، وواصل التّضرع لله _عز وجل_ والدعاء للمسلمين حتى أوحى الله _تعالى_إليه: (إِذ تَستَغيثونَ رَبَّكُم فَاستَجابَ لَكُم أَنّي مُمِدُّكُم بِأَلفٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُردِفينَ)، وأمر الله _عز وجل_ملائكته بقوله: (أَنّي مَعَكُم فَثَبِّتُوا الَّذينَ آمَنوا سَأُلقي في قُلوبِ الَّذينَ كَفَرُوا الرُّعبَ فَاضرِبوا فَوقَ الأَعناقِ وَاضرِبوا مِنهُم كُلَّ بَنانٍ)، فكان المدَدُ من الله أعداداً من ملائكته، وليس ملكاً واحداً على الرغم من أنه وحده يكفى؛ وذلك به بشارة للمسلمين؛ إذ قال الله _جل جلاله_: (وَما جَعَلَهُ اللَّـهُ إِلّا بُشرى وَلِتَطمَئِنَّ بِهِ قُلوبُكُم)، ولم يتوقف دور النبي_صلى الله عليه وسلم_ على التشجيع، والدعاء لهم فقط، بل قام بالقتال مع أصحابه؛ حيث كان يقوم بالهجوم على العدو وهو يقول: (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ)، وأخذ حفنة من التراب، وقام بإلقائها على المشركين، فلم يَسْلَمُ أحدٌ منهم من تلك الحفنة إلا وقامت بإصابة عيناه وفمهُ، وقد قال الله _سبحانه وتعالى_: (وَما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَلـكِنَّ اللَّـهَ رَمى)، وشارفت المعركة على النهاية إذ قامت صفوف المشركين بالتزعزع والإضطرب وبدأوا بالانسحاب والفرار وأخذ جيش المسلمون بالقتل والأسر حتى ألحقوا الهزيمة الفادحة بجيش المشركين.

أسباب الغزوة. 

قال الله _جل جلاله_: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ)، فالعامة من الناس يكرهون القتال، وقد يكون القتال أحياناً هو الفاصل الوحيد بين طرفينٍ يدافع كلٌّ منهما عن قضاياه، وشؤونه، ومعتقداته، ومعركة بدر كغيرها من المعارك لها العديد من أسباب يمكن ذكرها فيما يلى:
*إعلاء الحق الذي قد جاء به رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، وذَهق الباطل الذي تقوم قريش بالتمسك به، والدفاع عنه. 
*القضاء على الخطر المضر لتجارة المسلمين، وبحياتهم، والذى يتمثلُ بمرور قوافل قريش التى تتجهُ إلى بلاد الشام بالقرب من المدينة المنورة. 
*الغضب الذي قد استولى على كفار قريش بخروج النبي_صلى الله عليه وسلم_ مع سريته التى تتجهُ إلى منطقة نخلة التي تقع ما بين مكة والطائف. 
*رغبة المسلمين في استعادة ممتلكاتهم المسلوبة منهم، وأن يقوموا بإضعاف القوة الاقتصادية لقبيلة قريش. 

نتائج الغزوة.

انتهت الغزوة بالنصر المؤزر من الله _تعالى_ للمسلمين، هزيمة المشركين الساحقة، قال الله _تعالى_: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّـهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، وقد سمى الله _سبحانه وتعالى_ يوم بدر بيوم الفرقان، وذلك في قوله _تعالى_: (يَومَ الفُرقانِ يَومَ التَقَى الجَمعانِ)، لأنه فرق في ذلك اليوم بين الحق والباطل.

الدروس والعبر من غزوة بدر.

يجب الإشارة أولاً إلى أنه لم يتم الإذن للرسول_صلى الله عليه وسلم_ بالقتال إلا بعد صبر طويل على ما لحق به من أذى قريش وسخريتهم، وافتراءهم، وتآمروا على قتله صلوات ربى وسلامه عليه، فكان يجب القضاء على الباطل، ليتخلص المسلمون من أذاهم، وليتمكنوا من أن يقوموا بنشر الدعوة الإسلامية، وقد كان لتلك المعركة الكثير والعديد من الدروس، والعبر ومنها:
*تقوم بإعداد الروح المعنوية العالية للجيش الإسلامى، وسمو غايتهم من القتال من أهم الأسباب التي أثرت أثراً بالغاً في تحقيق النصر للمسلمين، فالعدد والعدة كلاهما لا يمكنهما ضمان ذلك النصر. 
*يجب على القائد أن لا يقوم إجبار جيشه على خوض المعارك، بل يقوم بمحاورتهم، والاستماع إليهم.
*يجب على القائد أن يتقبل الحرص على حياته من قبل جنوده، فبقاء القائد حياً يدعم نجاح المعركة بشدة. 
*يؤيد الله _سبحانه وتعالى_ عباده المؤمنين في معاركهم بجنودٍ من عنده، كالملائكة، والمطر، وغيرها. 
*يحرص الداعية المسلم على أن يهدي أعدائه، وأن يقوم بإفساح لهم المجال بذلك، وهذا ما ترجاه رسول الله صلوات ربى وسلامه عليه بقبول الفدية من الأسرى. 

هذا كل شئ وبإختصار عن غزوة بدر الكبرى أحبتى فى الله انتظرونا فى غزوات أخرى نعرضها لكم فى مدونة الدين والحياة الإسلامية.
وفى الختام زوارونا الكرام أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

ليست هناك تعليقات