اخر الأخبار

علامات الساعة الكبرى | خروج يأجوج ومأجوج.

علامات الساعة الكبرى | خروج يأجوج ومأجوج.

خروج يأجوج ومأجوج.

يأجوج ومأجوج.

     ويأجوج ومأجوج من ذرية يافث أبي الترك، ويافث من ولد نوح _عليه السلام_.
     والذي يدل علي أنهم من ذرية آدم _عليه السلام_ ما رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري _رضي الله عنه_ عن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ قال: (يقول الله تعالى: يا آدم! فيقول لبيك وسعديك، والخير في يديك. فيقول: أخرج بعث النار. قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسع مئة وتسعة وتسعين. فعنده يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سُكارى وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد. قالوا: وأينا ذلك الواحد؟ قال صلوات ربى وسلامه عليه: "أبشروا؛ فإن منكم رجلاً ومن يأجوج ومأجوج ألف.")

صفة يأجوج ومأجوج.

     أما صفتهم التى جاءت بها الأحاديث؛ فهى أنهم يُشبهون أبناء جنسهم من الترك الغتم المغول، صغار العيون، ذلف الأنوف، صهب الشعور، عراض الوجوه، كأن وجوههم المجانُّ المطرقة، على أشكال الترك وألوانهم.

الأدلة على خروج يأجوج ومأجوج.

     والأدلة على خروج يأجوج ومأجوج فى آخر الزمان ثابتة فى القرآن والسُنة المطهرة.

الأدلة من القرآن الكريم.

     قال تعالى: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مّنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ☆ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ}    [الأنبياء ٩٦_٩٧].

     وقال تعالى في سياقه لقصة ذي القرنين {ثُمَّ أَتْبَعَ سبَبَاً ☆ حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمَاً لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً ☆ قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تِجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدَّاً ☆ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً ☆ آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً ☆ فَمَا اسْتَطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً ☆ قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقَّاً ☆ وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعَاً}   [الكهف ٩٩:٩٢].

     فهذه الآيات تدل على أن الله _سبحانه وتعالى_ سخَّر ذا القرنين الملك الصالح لبناء السد العظيم؛ ليحجز بين يأجوج ومأجوج القوم المفسدين في الأرض وبين الناس، فإذا جاء الوقت المعلوم، واقتربت الساعة؛ اندك هذا السد، وخرج يأجوج ومأجوج بسرعة عظيمة، وجمعٍ كبير، لا يقف أمامهم أحد من البشر، فماجوا في الناس، وعاثوا في الأرض الفساد.
وهذه علامة على قرب النفخ في في الصور، وخراب الدُنيا، وقيام الساعة.

الأدلة من السنة المطهرة.

     إن الأحاديث التى تخبر عن ظهور يأجوج ومأجوج بلغت حدَّ التواتر المعنوى وسأكتفى بإذن الله تعالى بذكر حديث واحد.
     فعن زينب بنت جحش _رضى الله عنها_ أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ دخل عليها يوماً فزعاً يقول: (لا إله إلا الله، ويلٌ للعرب من شرٍ قد اقترب، فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه "وحلق بأصبعيه الإبهام والتى تليها"). قالت زينب بنت جحش _رضى الله عنها_: فقلتُ: يا رسول الله! أفنهلك وفينا الصالحون؟ قال صلوات ربى وسلامه عليه: (نعم؛ إذا كَثُرَ الخبثُ).

كيف يخرجون؟!!!

     وأما عن كيفية خروجهم فى آخر الزمان فلقد أخبر الحبيب صلى الله عليه وسلم عن ذلك... فعن أبي هريرة _رضي الله عنه_ عن النبى _صلى الله عليه وسلم_ أنه قال فى السدِّ: (يحفرونه كل يومٍ حتى إذَا كادوا يخرقونه؛ قال الذى عليهم: ارجعوا فستخرقونه غداً. قال صلى الله عليه وسلم: فيعيدُه الله عز وجل كأشد ما كان، حتى إذا بلغوا مدتهم، وأراد الله تعالى أن يبعثهم على الناس؛ قال الذى عليهم: ارجعوا فستخرقونه غداً إن شاء الله تعالى، واستثنى. قال: فيرجعون وهو كهيئته حين تركوه، فيخرقونه، ويخرجون على الناس، فيستقون المياه، ويفر الناس منهم).

وما يعلم جنود ربك إلا هو.

     إن الإستدراج سُنة ثابتة وهى تتغير بتغير الأحوال والأشخاص والأزمان.. وفى آخر الزمان سيبلغ الإستدراج درجة عالية مع يأجوج ومأجوج ففى الوقت الذى يخرجون فيه ويعيثون فى الأرض فساداً وإفساداً فيمرون على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء.
ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر _جبل بيت المقدس_، فيقولون: لقد قتلنا مَن فى الأرض، هلم فلنقتل مَن فى السماء، فيرمون بنشابهم _نبالهم وسهامهم_ إلى السماء، فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دماً.
وعن كيفية هلاكهم يقول صلى الله عليه وسلم: (إذا أوحى الله إلى عيسى أنى قد أخرجتُ عباداً لى لا يُدان لأحد بقتالهم، فحرز عبادى إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج، وهم من كل حدب ينسلون فيمر أولئك على بحيرة طبرية، فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء، ويُحصرُ نبى الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيراً من مئة دينار لأحدكم اليوم، فيرغب إلى الله عيسى وأصحابه، فيرسل الله عليهم النغف "دود يكون فى أنوف الإبل والغنم" فى رقابهم، فيصبحوا فرسى "قتلى" كموت نفسٍ واحدةٍ، ثم يُهبطُ بنبى الله عيسى وأصحابه إلى الأرض، فلا يجدون فى الأرض موضع إلا ملأه زهمهم ونتنهم، فيرغب نبى الله عيسى وأصحابه إلى الله، فيرسل الله تعالى طيراً كأعناق البُخت "الإبل" فتحملهم، فتطرحهم حيث شاء الله تعالى.

هذا وبإختصار علامة من علامات يوم الساعة ألا وهى خروج يأجوج ومأجوج حفنا وحفظكم الله من شرهم، وأرجوا من الله تعالى أن أكون قد وفقت فى توضيحها لحضراتكم، وانتظرونا فى ماهو جديد بإذن الله تعالى؛ وفى الختام متابعى وزوار مدونة الدين والحياة الافاضل أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

ليست هناك تعليقات