اخر الأخبار

علامات الساعة الكبرى | نزول عيسى (عليه السلام).

علامات الساعة الكبرى | نزول عيسى (عليه السلام).

علامات الساعة ونزول سيدنا عيسى (عليه السلام).

نزول عيسى _عليه السلام_.

بعد أن يأذن الله _تعالى_ للدجال بالخروج فينشر فى الأرض فساداً.
فعند ذلك ينزل عيسى _عليه السلام_ إلى الأرض بإذن الله فينزل عند المنارة البيضاء شرقى دمشق والشام وعليه مهرودتان _أى ثوبين مصبوغين بورس ثم زعفران_ واضعاً كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأرأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ، ولا يحل لكافر يجد ريح نَفَسه إلا مات، ونَفَسه ينتهى حيث ينتهى طرفه.

ويكون نزوله على الطائفة المنصورة، التى تقاتل على الحق، وتكون مجتمعة على قتال الدجال، فينزل وقت إقامة الصلاة، يصلى خلف أمير تلك الطائفة.

قال ابن كثير: (هذا هو الأشهر فى موضوع نزوله أنه على المنارة البيضاء الشرقية بدمشق. 

وذكر ابن كثير أنه فى زمنه سنة إحدى وأربعين وسبع مئة جدد المسلمون منارة من حجارة بيض، وكان بناؤها من أموال النصارى الذين حرقوا المنارة التى كانت مكانها، ولعل هذا يكون من دلائل النبوة الظاهرة، حيث قيَّض الله _سبحانه وتعالى_ بناء تلك المنارة من أموال النصارى، لينزل عيسى عليه السلام عليها، فيقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ولا يقبل منهم جزية، ولكن من أسلم وإلا قُتل، وكذلك غيرهم من الكفار.

أدلة نزول سيدنا عيسى _عليه السلام_ من الكتاب والسنة.

إن نزول عيسى _عليه السلام_ فى آخر الزمان ثبات فى الكتاب والسنة الصحيحة فهو علامة من علامات الساعة الكبرى. 

١_الأدلة من القرآن الكريم. 

*قال الله _سبحانه وتعالى_: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} إلى قوله تعالى:{وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ}   [الزخرف: ٥٧_٦١]

أى نزول عيسى عليه السلام قبل يوم القيامة علامة على قُرب الساعة، ويدل على ذلك القراءة الأخرى:{وإنَّهُ لَعَلَمٌ للسَّاعَةِ}؛ بفتح العين واللام؛ (أى: علامة وإمارة على قيام الساعة، وهذه القراءة مروية عن ابن عباس ومجاهد وغيرهما من أئمة التفسير).

وعن ابن عباس _رضى الله عنهما_ فى تفسير هذه الآية: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ}؛ قال (هو خروج عيسى ابن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة).

*وقال تعالى: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ} إلى قوله تعالى: {وَإن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً}   [النساء: ١٥٧_١٥٩].

فهذه الآيات؛ كما أنها تدل على ان اليهود لم يقتلوا عيسى _عليه السلام_، ولم يصلبوه، بل رفعه الله إلى السماء؛ كما فى قوله تعالى: {إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّى مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَىَ}   [آل عمران: ٥٥].

فإنها تدل على أن من أهل الكتاب من سيؤمن بعيسى عليه السلام فى آخر الزمان، وذلك عند نزوله وقبل موته؛ كما جاءت بذلك الأحاديث المتواترة الصحيحة.

٢_الأدلة من السنة المطهرة.

وأما عن أدلة السنُة فهى كثيرة وسأكتفى بذكر حديثين فقط.
فعن أبى هريرة _رضى الله عنه_ قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: 《والذى نفسى بيده؛ ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الحرب، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خير من الدنيا وما فيها》.
ثم يقول أبو هريرة: واقرؤوا إن شئتم: {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً}.
 وعن جابر _رضى الله عنه_ قال: سمعت النبى _صلى الله عليه وسلم_ يقول: 《لا تزال طائفة من أمتى يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة؛ قال: فينزل عيسى ابن مريم _صلى الله عليه وسلم_ فيقول أميرهم: صلِّ لنا. فيقول: لا؛ إن بعضكم على بعض أمراء؛ تكرمة الله هذه الأمة》.

ما الحكمة من نزول عيسى _عليه السلام_ آخر الزمان.

ولعل السؤال الذى يتبادر إلى ذهن كل مؤمن يؤمن بالله واليوم الآخر هو:
ما الحكمة من نزول عيسى _عليه السلام_ دون غيره من الأنبياء؟ 
وأجاب العلماء على ذلك بما يلى:
١_الرد على اليهود فى زعمهم أنهم قتلوا عيسى عليه السلام فبين الله _سبحانه وتعالى_ كذبهم، وأنه الذى يقتلهم ويقتل رئيسهم الدجال.
ورجح الحافظ ابن حجر هذا القول على غيره.

٢_إن عيسى عليه السلام وجد فى الإنجيل فضل أمة محمد _صلى الله عليه وسلم_؛ كما فى قوله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَّسُلُ اللهِ وَالَّذينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُدِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعِِ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}   [الفتح: ٢٩]، فدعا الله أن يجعله منهم، فاستجاب الله دعاءه، وأبقاه حتى ينزل آخر الزمان مجدداً لأمر الإسلام. 
وقد ترجم الإمام الزهبى لعيسى عليه السلام فى كتابه (تجريد أسماء الصحابة)، فقال: (عيسى ابن مريم عليه السلام: صحابى، ونبى، فإنه رأى النبى صلوات ربى وسلامه عليه ليلة الإسراء والمعراج، وسلَّم عليه، فهو آخر الصحابة موتاً).

٣_إن نزول عيسى عليه السلام من السماء؛ لدنو أجله، ليُدفن فى الأرض، إذ ليس لمخلوقٍ من التراب أن يموت فى غيرها، فيوافق نزوله خروج الدجال، فيقتله عيسى _عليه السلام_ .

٤_إنه ينزل مكذباً للنصارى، فيظهر زيفهم فى دعواهم الأباطيل، ويُهلك الله الملل كلها فى زمنه إلا الإسلام؛ فإنه يكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية.

عيسى _عليه السلام_ حاكماً من حكام الأمة الإسلامية. 

وعندما ينزل عيسى _عليه السلام_ فإنه لا ينزل بشرعٍ جديد، وإنما ينزل كحاكم من حُكام الأمة المسلمة فيحكم الناس بشريعة بشريعة الإسلام ويكون مجدداً لأمر الإسلام ليكون من أتباع الحبيب محمد صلوات ربى وسلامه عليه. 

عيسى _عليه السلام_ يحج إلى بيت الله الحرام.

ولأن عيسى _عليه السلام_ هو آخر أصحاب النبى _صلى الله عليه وسلم_ موتاً فإنه يحج عند نزوله فى آخر الزمان، فعن حنظلة الأسلمى؛ قال: سمعت أبا هريرة _رضى الله عنه_ يتحدث عن النبى _صلى الله عليه وسلم_ قال: 《والذى نفسى بيده؛ ليُهلَّنَّ ابن مريم بفجّ الروحاء حاجاً أو معتمراً، أو ليثنينهما》.  أى: يجمع بين الحج والعمرة.

ظهور الأمن والبركات فى الارض والسماوات.

  ولأن الكون كله قد أسلم واستسلم لله _عز وجل_ فإن الإنسان كلما ازداد طاعة لله كلما سخَّر الله له الكون كله.
ولذلك عند نزول عيسى _عليه السلام_ يعلم الناس أن نزوله علامة على قرب القيامة فينشغل الناس جميعاً فى العبادات والطاعات فيأمر الله الأرض أن تخرج بركتها ويأمر السماء أن تُنزل بركتها فيفيض المال ولا يجد من يأخذه وتذهب الشحناء والتباغض والتحاسد.
   فقد جاء فى حديث النواس ابن سمعان الطويل فى ذكر الدجال ونزول عيسى وخروج يأجوج ومأجوج فى زمن عيسى _عليه السلام_ ودعائه عليهم وهلاكهم، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: 《ثم يرسل الله مطراً لا يكن منه بيت مدر ولا وبر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة _المرآة_ ثم يقال للأرض أنبتى ثمرتك، وردى بركتك، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة، ويستظلون بقحفها، ويبارك فى الرسل _اللبن_ حتى إن اللقحة من الإبل لتكفى الفئام من الناس، واللقحة من البقر لتكفى القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفى الفخذ من الناس》.
  عن أبى هريرة _رضى الله عنه_ أن النبى _صلى الله عليه وسلم_ قال: 《والأنبياء إخوة لعلات أمهاتهم شتى، ودينهم واحد، وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم لأنه لم يكن بينى وبينه نبى، وإنه نازل... فيهلك الله فى زمانه المسيح الدجال، وتقع الأمنة على الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل، والنمار مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم》.

كم يمكث عيسى _عليه السلام_ فى الأرض. 

وأما مدة بقاء عيسى عليه السلام فى الأرض بعد نزوله؛ فقد جاء فى بعض الروايات أنه يمكث سبع سنين، وفى بعضها أربعين سنة. 
  ففى رواية الإمام مسلم عن عبد الله بن عمرو _رضى الله عنهما_: (فيبعث الله عيسى ابن مريم... ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله تعالى ريحاً باردةً من قِبَلِ الشام، فلا يبقى على وجه الأرض أحدٌ فى قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمانٍ إلا قبضته).
  وفى رواية الإمام أحمد وأبى داوود: (فيمكث فى الأرض أربعين سنة، ثم يُتوفى، ويصلى عليه المسلمون).

وتلك هاتين الروايتين صحيحة، وهذا مشكل؛ إلا أن تُحمل رواية السبع سنين على مدة إقامته بعد نزوله، ويكون ذلك مضافاً إلى مكثه فى الأرض قبل رفعه إلى السماء، وكان عمره آن ذاك ثلاثاً وثلاثين سنة على المشهور.

هذا وبإختصار شديد موضوع اليوم علامة الساعة الكبرى الثانية زوارونا الكرام ارجو من الله ان تعجبكم وانتظرونا فى ما هو قادم.
وفى الختام زوار ومتابعى مدونة الدين والحياة الافاضل أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

ليست هناك تعليقات