اخر الأخبار

قصة عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_.

عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_.

عمر بن الخطاب.

هو عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فِهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، أبو حفص العدوي، وأم عمر _رضى الله عنه_ حنتمة بنت هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أخت أبي جهل بن هشام، وعمر بن الخطاب _رضي الله عنه_ من أشراف قريش في الجاهلية، له المكانة الرفيعة عندهم، والكلام المسموع بينهم، صاحب فراسة وفطنة ودهاء، متميز رضى الله عنه بالشجاعة والقوة والهيبة، حتى قال فيه ابن مسعود _رضي الله عنهما_: (ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_).

ذُكر عن عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_ أنه كان طويلاً وجسيماً، حتى فاق جميع الناس في طوله، أصلعاً شديد الصلع، أبيضاً فيه حمرة، وأما في عباداته وعلاقته بربه _سبحانه وتعالى_، فقد كان يتميز رضى الله عنه بطول القيام والصلاة لربه، رقيق القلب، كثير الصيام والصدقة، عظيم الخشية لله _سبحانه وتعالى_، حتى ورد عنه أنه نظر إلى تِبنٍ فقال رضى الله عنه: (ليتني كنت هذه التبنة، ليتني لم أخلق، ليت أمي لم تلدني، ليتني لم أكن شيئاً، ليتني كنت نسياً منسياً)، وبالرغم من رقة قلبه ولينه وخشوعه بين يدي الله _سبحانه وتعالى_ إلا أنه كان قوياً شديداً ينصر المسلمين ويرد كيد الكفار والمشركين، حتى لقبه رسول الله صلوات ربى وسلامه عليه  بالفاروق، ويقصد أنه يفرق بين الحق والباطل، ناصر لدين الله تعالى، حتى كره الشيطان لقاءه ومواجهته.

إسلام عمر ومكانته رضى الله عنه.

رُوي في قصة إسلام عمر بن الخطاب _رض الله عنه_ أنه سمع عن إسلام أخته فاطمة وزوجها سعيد، فانطلق باتجاههما قاصداً أذيتهما لإسلامهما، وكان عندهما خباب بن الأرت يعلمهما القرآن الكريم، فلما طرق عمر _رضي الله عنه_ الباب، اختبأ خباب، ودخل رضى الله عنه غاضباً فضرب أخته فشجها، ثم طلب إليها أن تناوله الصحيفة التي في يديها فرفضت؛ لأنه كافر نجس، وهذه الصحيفة فيها قرآن مطهر، وطلبت إليه أن يغتسل قبل أن يمس تلك الصحيفة، فأغتسل رضى الله عنه، ثم أخذها فقرأ منها سطراً واحداً، فانشرح صدره لها، فسأل أخته عن مكان النبي محمد _صلى الله عليه وسلم_ فخرج خباب من مخبأه، ودله على مكان النبي صلوات ربى وسلامه عليه، فانطلق إليه عمر بن الخطاب، يطرق الباب، فلما عرف الصحابة أنه عمر خافوا ووجلو؛ لأنه كان شديداً عليهم، فطمأنهم النبي محمد _صلى الله عليه وسلم_، ثم أذن له فدخل، فلم يكد يرى النبي صلوات ربى وسلامه عليه حتى نطق الشهادتين وأعلن إسلامه.

كان إسلام عمر بن الخطاب _رضى الله عنه_ انفراجاً لضيق المسلمين، وفتحاً لهم، وقد فرحوا بإسلامه فرحاً عظيماً، إذ أمِنَ المسلمون بعد إسلامه أنْ يُصلوا بجوار الكعبة، وقد كانوا يخافون قبل إسلامه رضوان الله عليه، وقد حسَّن إسلام عمر _رضي الله عنه_، وفاق من قبله ومن بعده، حتى امتدحه النبي محمد _صلى الله عليه وسلم_ في أكثر من موضع، إذ قال فيه مرة: 《إنّ الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه》، وقال عنه النبي محمد صلوات ربى وسلامه عليه كذلك: 《قد كان يكون في الأمم قبلكم محدثون، فإن يكن في أمتي منهم أحد فإن عمر بن الخطاب منهم》، وإنّ لعمر بن الخطاب _رضي الله عنه_ توافق مع القرآن الكريم كذلك؛ إذ تعددت الكلمات التي قالها عمر رضوان الله عليه، ثم نزل القرآن الكريم في نفس لفظه، وذلك مثل سؤاله للنبي محمد _صلى الله عليه وسلم_ أن يتخذ من مقام إبراهيم _عليه السلام_ مصلى، فنزلت الآية الكريمة بعد ذلك: {اتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}، وفي موضع آخر حين ثارت الغيرة بين نساء النبي صلوات ربى وسلامه عليه فحذرهن بطريقة نزلت فيها الآية بعد ذلك، وهي الآية الكريمة: {عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا}.

عمر _رضى الله عنه_ أمير المؤمنين.

تولى عمر بن الخطاب _رضى الله عنه_ خلافة المسلمين بعد أبي بكر الصديق _رضي الله عنهما_، وذلك سنة ثلاث عشرة من الهجرة، وقد ظهرت صفاته الشخصية جلية وقت حكمه كذلك، فكان تقياً ورعاً، شديداً على الكفار، متوسعاً في الفتوحات، حتى فُتحت في عهده رضوان الله عليه الفرس والروم، لكنه وبالرغم من شدته على الكفار، إلا أنه كان رحيماً عطوفاً على المؤمنين، وقد ازداد عطفه وإشفاقه على المسلمين بعد توليه الخلافة إذ قال يوماً: (ثم إني قد وليت أموركم أيها الناس، فاعلموا أن تلك الشدة قد أُضعفت، ولكنها إنما تكون على أهل الظلم والتعدي على المسلمين، فأما أهل السلامة والدين، فأنا ألين لهم من بعضهم لبعض)، ولقد أصيب الناس بالمجاعة في عهده فغاب المطر وأجدبت الأرض، فكان عمر بن الخطاب _رضى الله عنه_ يأكل الخبز والزيت ويقول: (والله لا أشبع حتى يشبع أطفال المسلمين).

استشهاد عمر بن الخطاب رضوان الله عليه.

روت أم المؤمنين حفصة _رضي الله عنها_ أن أباها عمر بن الخطاب _رضى الله عنه_ كان يسأل الله _سبحانه وتعالى_ الشهادة في سبيله في بلد رسوله محمد صلوات ربى وسلامه عليه، ولقد أجاب الله _تعالى_ دعوته؛ فقد خرج يوماً على المنبر يخاطب المؤمنين يقول لهم: (إني رأيت رؤيا كأن ديكاً نقرني نقرتين، ولا أرى ذلك إلا لحضور أجلي)، ولقد أخبر عمر بن الخطاب رضوان الله عليه أسماء بنت عُميس برؤياه، فأولت ذلك بأن يقتله واحد من العجم، فكان كذلك؛ ففي صلاة الفجر في يوم كان يسوي الفاروق الصفوف ثم كبر للصلاة، فما إن كبر حتى صاح: (قتلني الكلب)، إذ تلقى رضى الله عنه طعنات من مجوسي يقال له (فيروز)، ثم هرب هذا المجوسي يقتل من يمر عليه من الناس فقتل سبعة أشخاص آخرين، فأقبل إليه رجل من المسلمين ألقى عليه بُرنساً ولفه به، فلما أيقن المجوسي أنه قد أُلقي القبض عليه نحر نفسه فمات من فوره، وبقي عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_ ينزف دماً بضع ساعات، أرسل فيها إلى أم المؤمنين عائشة _رضي الله عنها_ يستأذنها أنْ يُدفن رضى الله عنه بجوار صاحبيه رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ وأبي بكر الصديق _رضي الله عنه_ فأذنت له، ثم فارق الفاروق الحياة _رضي الله عنه_ بعدها، ودُفن كما سأل الله تعالى، بمدينة صاحبه محمد صلى الله عليه وسلم.

هذا والله أعلم بإختصار شديد سيرة الفروق عمر بن الخطاب _رضى الله عنه_ زوارونا الكرام أرجوا من الله أن يعجبكم الموضوع وتستفيدوا منه خير إستفادة.
وفى الختام متابعى وزوار مدونة الدين والحياة الافاضل أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

ليست هناك تعليقات